"أعلناها أعلناها..هي الدولة وإحنا معاها".. اعلان الاستقلال في فلسطين
منتديات كبار الممرضين :: ~~~::: المنتديات العامة :::~~~ :: ~~~::: المنـتـدى العــــام :::~~~ (يشاهده 3 زائر)
صفحة 1 من اصل 1
"أعلناها أعلناها..هي الدولة وإحنا معاها".. اعلان الاستقلال في فلسطين
"أعلناها أعلناها..هي الدولة وإحنا معاها"..
خرجت هذه الكلمات من حناجر آلاف الفلسطينيين الذي احتشدوا في مظاهرات كبيرة، بعد إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ومن على منبر في الجزائر قيام دولة فلسطين في الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 1988، وانتخب هو رئيسا لها.
في الحقيقة..أعلنا الاستقلال ولم نعش به، ولم نعرف ليوم واحد طعما لهذا الاستقلال، ولكن وكغيرنا من الشعوب التي استقلت، أصبح لنا يوم للاستقلال نفرح فيه وتعطل المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، ولكن لا نعيشه بحقيقته!.
هذا الاستقلال لم يكن بالشكل المطلوب، ولم يكن له مكافأة من إسرائيل إلا القتل والقمع والتعذيب بحق أبناء هذا الشعب، رغم الاعتراف الضمني بها، وذلك بقبول قراري مجلس الأمن 242 و338.
ذكرى
وهذه الذكرى تجسدت في قلوب وعقول الفلسطينيين، ولم تكن على الأرض سوى باحتفال من هنا، وتعطيل للحياة هناك، ورغم ذلك كان حتما عليهم أن يعيشوا هذا اليوم بحلوه ومره، وان مروا عليه مرور الكرام..
ومنذ أيام تبادر إلى ذهني والى ذهن الكثيرين أن اليوم الأربعاء عطلة رسمية، وعند السؤال، تبين أنه يوم استقلال دولة فلسطين، لكن لم نسمع بأي كلمة من أي مكان تشير إلى إقامة الاحتفالات والمهرجانات، وإنما طويت كل تلك المظاهر واختفت من القاموس الفلسطيني!.
هدية الراحل
وعدنا لنطرح من جديد، هل نحن مستقلون أم مستلقون؟ وأن يكون لنا دولة، هل هذا محرم؟ وأين نحن من الاستقلال؟ هل نحبه كوجبة طعام نحرم منها، أم نتنازل عن الطعام لأجله؟.
تيسير نصر الله، قيادي فلسطيني من أبناء حركة فتح وعضو في المجلس الوطني الفلسطيني- هذا المجلس هو من أعلن قيام الدولة بالجزائر في جلسته الطارئة هناك-، قال لـ"عشرينات" وبوضوح: "نحن غير مستقلين"!.
ثم تابع بقوله: "بالمعنى الحرفي للكلمة، نعم نحن مستقلين، ولكن ليس بمعنى الدولة، لأن الواحد منا مستقل عن نفسه والتنظيم عن زميله والقرية عن المدينة، وأواصرنا مفككة".
وقد سألنا السيد نصر الله، لماذا أعلن الرئيس الراحل أبو عمار الاستقلال رغم معرفته بعدم رضى المجتمع الدولي ولا إسرائيل عن ذلك الاستقلال؟، فأجاب: "لأنه كان يريد أن يهدي هدية سياسية للانتفاضة الفلسطينية الأولى، والتي كانت في بداية انطلاقها، ويحدد لها سقف سياسي ألا وهو الاستقلال عن الإحتلال الإسرائيلي".
يتابع: "نعم عرفات كان محقا في تلك الفترة بإعلان الدولة، ومن أجل ذلك توالت الاعترافات بتلك الدولة من شتى دول العالم، باستثناء إسرائيل وأمريكا، وبعد ذلك الإعلان رأينا كم هو الزخم السياسي الذي رافق القضية الفلسطينية، أي أنه فتح أمامنا الأبواب المغلقة".
ثم أردف نصر الله قائلا: "أما الآن ونتيجة تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية أصبح يوم الاستقلال بلا معنى، وما هو إلا يوم عادي كباقي الأيام..فعن أي استقلال يتحدثون الآن؟؟".
عاشت فلسطين رمزا
لكن الإعلامي الدكتور فريد أبو ضهير، فيرى انه هذا الاستقلال يعد رمزا وليس واقعا نعيشه، وقال لـ"عشرينات": "انشغل عدد من الفلسطينيين في بعض مراحل القضية في الجوانب الرمزية، ومن هذه الجوانب مسألة الاستقلال، والتي تجسد أحلام وطموحات الشعب الفلسطيني، ولكن هذه المسالة كغيرها من الأمور الرمزية لا تحمل في طياتها ترجمة على ارض الواقع".
ويرى أبو ضهير أن السبب في ذلك عدم اعتراف المجتمع الدولي بها، والاهم من ذلك التحدي الإسرائيلي للإرادة الفلسطينية والإرادة الدولية، وفي الحقيقة أن مفهوم الاستقلال يأتي كعملية تتويج لمرحلة التحرر.
وأضاف "فلا استقلال دون تحرر، ولا مكان لتحقيق أحلام وطموحات الشعب الفلسطيني بدون الخلاص من الاحتلال، فإذا ما انتهى الاحتلال، عند ذلك يحق للشعب الفلسطيني أن يقرر ما يشاء"، معتبرا أن "القرارات التي تسبق عملية التحرر فاعتبرها مجرد أحلام وذات بعد رمزي".
نعيش في مأساة
تحدثنا أيضا إلى زميل لنا خارج الوطن، لنقيس هذا الاستقلال من زاوية أخرى، فرد علينا الشاب الصحفي سعيد أبو معلا، أننا نعيش في مأساة من شقين.
فالأولى كما يراها سعيد أن يوم استقلالنا منزوع البهجة والدسم، لأنه منقوص وغير كامل ومجرد اسم وإجراء شكلي ينادى به "لدغدغة" المشاعر واللعب على العواطف وإرضاء الجماهير وتسكيتها باحتفالات شكلية، فكيف يتجلى الاستقلال بوجود احتلال وحصار وقتل ودمار؟.
والمأساة الأخرى التي نعيشها كفلسطينيين بالخارج، وهي أننا حتى في الخارج لا نفلح باجتذاب الناس حول قضيتنا، "فالسفارات حيث السفارات الفلسطينية مباني بلا عمل حقيقي فعال على ارض الواقع إلا ما رحم ربي، وهي طبعا التي يوكل إليها الاحتفال بيوم الاستقلال فنجدها على علاقة سيئة مع جالياتها في هذه الدول عمليا!.
يتابع سعيد: يمر يوم عيد الاستقلال ثقيلا علّى، لأنه يذكرني باستقلال غير موجود ومنقوص، يأتي سنويا على إيقاع الدم والقتل والحصار..، أتأمل فيه حالنا وحال وطننا، وأحاول قدر الإمكان أن أتكلم عن قضيتي مع أصدقاء عرب وأجانب، أو اكتب مقالا من وحي اليوم واللحظة وتشابكاتها.
اليوم عيد استقلال
إن كان سعيد يفطن بان هناك يوم استقلال للفلسطينيين، فان الشابة هبة سامر، من إحدى المدن الفلسطينية، لا زالت تكتب اسمها على الماسنجر "قال اليوم عيد استقلال..عجبا!".
فهبة ورغم صغر سنها لم تعد تقتنع أننا مستقلون، ولا تنطلي عليها تلك المظاهر غير الحقيقية، فالجو العام لهذا اليوم يبدو جليا، بل ونخشى على أنفسنا ألا يأتي يوم ولا نجد فيه استقلال.
لا مهرجانات
ومظاهر الفرح بهذا اليوم أيضا، لم تبد بارزة، فلم نسمع في أي من المدن الفلسطينية أنه قد احتفل بعيد الاستقلال، سوى مدينة الخليل، التي أعلنت فقط عن إقامة مهرجان بمناسبة ذلك،
بل خلت الصحف أيضا من التنويه بإقامة أي مهرجان أو احتفال بهذه المناسبة، وحتى الكاتبين الفلسطينيين أمثال الأستاذ حافظ البرغوثي وأحمد دحبور وغيرهم الكثير لم يلفت الانتباه إلى هذا اليوم.
لا ادري هل هذا تناسي لهذا اليوم أم أنه لا يوجد يوم استقلال، أم لا يوجد استقلال في الأصل؟..فأنا لا زلت أذكر عندما كنا طلابا في المدرسة أن احتفالنا به كان يقتصر فقط على خمس دقائق نصطف بها طوابيرا لسماع السلام الوطني، ومن ثم نعود أدراجنا للبيت..أو نكمل دراستنا..متأملين فرحة هذا اليوم ولا نعيشها...
وبهذا نطرح سؤالا فنقول: من ينظر إلى فلسطين الآن، هل يراها مستقلة؟
خرجت هذه الكلمات من حناجر آلاف الفلسطينيين الذي احتشدوا في مظاهرات كبيرة، بعد إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ومن على منبر في الجزائر قيام دولة فلسطين في الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 1988، وانتخب هو رئيسا لها.
في الحقيقة..أعلنا الاستقلال ولم نعش به، ولم نعرف ليوم واحد طعما لهذا الاستقلال، ولكن وكغيرنا من الشعوب التي استقلت، أصبح لنا يوم للاستقلال نفرح فيه وتعطل المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، ولكن لا نعيشه بحقيقته!.
هذا الاستقلال لم يكن بالشكل المطلوب، ولم يكن له مكافأة من إسرائيل إلا القتل والقمع والتعذيب بحق أبناء هذا الشعب، رغم الاعتراف الضمني بها، وذلك بقبول قراري مجلس الأمن 242 و338.
ذكرى
وهذه الذكرى تجسدت في قلوب وعقول الفلسطينيين، ولم تكن على الأرض سوى باحتفال من هنا، وتعطيل للحياة هناك، ورغم ذلك كان حتما عليهم أن يعيشوا هذا اليوم بحلوه ومره، وان مروا عليه مرور الكرام..
ومنذ أيام تبادر إلى ذهني والى ذهن الكثيرين أن اليوم الأربعاء عطلة رسمية، وعند السؤال، تبين أنه يوم استقلال دولة فلسطين، لكن لم نسمع بأي كلمة من أي مكان تشير إلى إقامة الاحتفالات والمهرجانات، وإنما طويت كل تلك المظاهر واختفت من القاموس الفلسطيني!.
هدية الراحل
وعدنا لنطرح من جديد، هل نحن مستقلون أم مستلقون؟ وأن يكون لنا دولة، هل هذا محرم؟ وأين نحن من الاستقلال؟ هل نحبه كوجبة طعام نحرم منها، أم نتنازل عن الطعام لأجله؟.
تيسير نصر الله، قيادي فلسطيني من أبناء حركة فتح وعضو في المجلس الوطني الفلسطيني- هذا المجلس هو من أعلن قيام الدولة بالجزائر في جلسته الطارئة هناك-، قال لـ"عشرينات" وبوضوح: "نحن غير مستقلين"!.
ثم تابع بقوله: "بالمعنى الحرفي للكلمة، نعم نحن مستقلين، ولكن ليس بمعنى الدولة، لأن الواحد منا مستقل عن نفسه والتنظيم عن زميله والقرية عن المدينة، وأواصرنا مفككة".
وقد سألنا السيد نصر الله، لماذا أعلن الرئيس الراحل أبو عمار الاستقلال رغم معرفته بعدم رضى المجتمع الدولي ولا إسرائيل عن ذلك الاستقلال؟، فأجاب: "لأنه كان يريد أن يهدي هدية سياسية للانتفاضة الفلسطينية الأولى، والتي كانت في بداية انطلاقها، ويحدد لها سقف سياسي ألا وهو الاستقلال عن الإحتلال الإسرائيلي".
يتابع: "نعم عرفات كان محقا في تلك الفترة بإعلان الدولة، ومن أجل ذلك توالت الاعترافات بتلك الدولة من شتى دول العالم، باستثناء إسرائيل وأمريكا، وبعد ذلك الإعلان رأينا كم هو الزخم السياسي الذي رافق القضية الفلسطينية، أي أنه فتح أمامنا الأبواب المغلقة".
ثم أردف نصر الله قائلا: "أما الآن ونتيجة تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية أصبح يوم الاستقلال بلا معنى، وما هو إلا يوم عادي كباقي الأيام..فعن أي استقلال يتحدثون الآن؟؟".
عاشت فلسطين رمزا
لكن الإعلامي الدكتور فريد أبو ضهير، فيرى انه هذا الاستقلال يعد رمزا وليس واقعا نعيشه، وقال لـ"عشرينات": "انشغل عدد من الفلسطينيين في بعض مراحل القضية في الجوانب الرمزية، ومن هذه الجوانب مسألة الاستقلال، والتي تجسد أحلام وطموحات الشعب الفلسطيني، ولكن هذه المسالة كغيرها من الأمور الرمزية لا تحمل في طياتها ترجمة على ارض الواقع".
ويرى أبو ضهير أن السبب في ذلك عدم اعتراف المجتمع الدولي بها، والاهم من ذلك التحدي الإسرائيلي للإرادة الفلسطينية والإرادة الدولية، وفي الحقيقة أن مفهوم الاستقلال يأتي كعملية تتويج لمرحلة التحرر.
وأضاف "فلا استقلال دون تحرر، ولا مكان لتحقيق أحلام وطموحات الشعب الفلسطيني بدون الخلاص من الاحتلال، فإذا ما انتهى الاحتلال، عند ذلك يحق للشعب الفلسطيني أن يقرر ما يشاء"، معتبرا أن "القرارات التي تسبق عملية التحرر فاعتبرها مجرد أحلام وذات بعد رمزي".
نعيش في مأساة
تحدثنا أيضا إلى زميل لنا خارج الوطن، لنقيس هذا الاستقلال من زاوية أخرى، فرد علينا الشاب الصحفي سعيد أبو معلا، أننا نعيش في مأساة من شقين.
فالأولى كما يراها سعيد أن يوم استقلالنا منزوع البهجة والدسم، لأنه منقوص وغير كامل ومجرد اسم وإجراء شكلي ينادى به "لدغدغة" المشاعر واللعب على العواطف وإرضاء الجماهير وتسكيتها باحتفالات شكلية، فكيف يتجلى الاستقلال بوجود احتلال وحصار وقتل ودمار؟.
والمأساة الأخرى التي نعيشها كفلسطينيين بالخارج، وهي أننا حتى في الخارج لا نفلح باجتذاب الناس حول قضيتنا، "فالسفارات حيث السفارات الفلسطينية مباني بلا عمل حقيقي فعال على ارض الواقع إلا ما رحم ربي، وهي طبعا التي يوكل إليها الاحتفال بيوم الاستقلال فنجدها على علاقة سيئة مع جالياتها في هذه الدول عمليا!.
يتابع سعيد: يمر يوم عيد الاستقلال ثقيلا علّى، لأنه يذكرني باستقلال غير موجود ومنقوص، يأتي سنويا على إيقاع الدم والقتل والحصار..، أتأمل فيه حالنا وحال وطننا، وأحاول قدر الإمكان أن أتكلم عن قضيتي مع أصدقاء عرب وأجانب، أو اكتب مقالا من وحي اليوم واللحظة وتشابكاتها.
اليوم عيد استقلال
إن كان سعيد يفطن بان هناك يوم استقلال للفلسطينيين، فان الشابة هبة سامر، من إحدى المدن الفلسطينية، لا زالت تكتب اسمها على الماسنجر "قال اليوم عيد استقلال..عجبا!".
فهبة ورغم صغر سنها لم تعد تقتنع أننا مستقلون، ولا تنطلي عليها تلك المظاهر غير الحقيقية، فالجو العام لهذا اليوم يبدو جليا، بل ونخشى على أنفسنا ألا يأتي يوم ولا نجد فيه استقلال.
لا مهرجانات
ومظاهر الفرح بهذا اليوم أيضا، لم تبد بارزة، فلم نسمع في أي من المدن الفلسطينية أنه قد احتفل بعيد الاستقلال، سوى مدينة الخليل، التي أعلنت فقط عن إقامة مهرجان بمناسبة ذلك،
بل خلت الصحف أيضا من التنويه بإقامة أي مهرجان أو احتفال بهذه المناسبة، وحتى الكاتبين الفلسطينيين أمثال الأستاذ حافظ البرغوثي وأحمد دحبور وغيرهم الكثير لم يلفت الانتباه إلى هذا اليوم.
لا ادري هل هذا تناسي لهذا اليوم أم أنه لا يوجد يوم استقلال، أم لا يوجد استقلال في الأصل؟..فأنا لا زلت أذكر عندما كنا طلابا في المدرسة أن احتفالنا به كان يقتصر فقط على خمس دقائق نصطف بها طوابيرا لسماع السلام الوطني، ومن ثم نعود أدراجنا للبيت..أو نكمل دراستنا..متأملين فرحة هذا اليوم ولا نعيشها...
وبهذا نطرح سؤالا فنقول: من ينظر إلى فلسطين الآن، هل يراها مستقلة؟
مواضيع مماثلة
» اعلان وثيقة استقلال فلسطين
» " الفرق بين الكمادات الحارة والباردة".؟؟
» اعلان الى اعضاء نقابة التمريض الفلسطينية
» نقابة تمريض فلسطين
» برقية تعزية لزهرة فلسطين
» " الفرق بين الكمادات الحارة والباردة".؟؟
» اعلان الى اعضاء نقابة التمريض الفلسطينية
» نقابة تمريض فلسطين
» برقية تعزية لزهرة فلسطين
منتديات كبار الممرضين :: ~~~::: المنتديات العامة :::~~~ :: ~~~::: المنـتـدى العــــام :::~~~ (يشاهده 3 زائر)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى